رجل غير كويتي استطاع الباء فتزوج من امرأة كويتية، ارتضت الظروف أن تجمع بينهما، عاشا على هذه الأرض الطيبة بحلوها ومرها، تقاسما رغد العيش وعسره، فبارك الله لهما وأنجبا أطفالاً يملؤون حياتهم بالحب ليحصدوا ثمرة تربيتهم بالبِر، حتى جاء قضاء الله فضاق الفضاء، ومات الزوج القنوع وطفئت شمعة البيت، فحالت الظروف بين الأم الكويتية وأبنائها ليجدوا أنفسهم في دائرة مفرغة، خاوية من الأكسجين الحياتي، فما ارتضاه لهم القدر من استقرار اجتماعي لم يرتضه الإنسان في تأمين حياتهم، وإنصاف حقوقهم التي جاء بها الإسلام قبل الدستور.
الحياة مليئة بالصعاب وتحتاج إلى الكثير من المهادنة والتنازلات، فالأم تنازلت عن حقها وعن زوجها من أجل أبنائها، وبعد أن بلغوا السن القانوني وهي لا تعلم أن هذا السن بالنسبة لهم سيكون بمثابة الساعة الكلاسيكية التي توقفت بفعل فاعل من أجل النظر إليها، فركنوا طموحهم في الأدراج، حتى شاخوا قبل أن يصبحوا شباباً، وتحملوا مسؤوليات الحياة والمجتمع الذي ينظر لهم كأنهم فئة مربكة قاصرة، فلا تأمين للحياة ولا علاج ولا وظائف، كأن هناك من يقول لهم أنتم وربكم فقاتلوا!، لم تبق منظمة إنسانية من حقوق الإنسان الدولية تدعو لحل هذه المعضلة، ولم يخل تقرير من منظمة الحقوق العالمية (هيومان رايتس وتش) لإدانة هذا العمل اللاإنساني مما يجري من انتهاك لهذه الفئة، نحن لا نحتاج إلى كل هذه التقارير والتوصيات العالمية لإنصاف أبناء الوطن، لأننا بالفعل نشعر بهم ونقدرهم ونسأل الله لهم الفرج العاجل، هذه صورة مأساوية وملخص لحياة أبناء الكويتيات المخلصين لأرض الوطن.